جدتنا الحبوبة رمز البركة والمحبة والحنان . . .

بسم الله الرحمن الرحيم

من هم شخوص حكاياتها ؟
محمد مجيد الدليمي
العجوز المسنة الطيبة الحبوبة التي تبعث بوجودها في البيت البركة والمحبة، بها تتوحد وتتماسك العائلة، انها ام الاب او ام الام تحمل حكمة الحياة والتصرف وسعة البال وعمق التفكير، صقلتها الحياة واتعبتها فأنجبت الابناء والاحفاد فهي كتلة من العطف والحنان .
الجدة الحبوبة التي ترى في وجهها السموح الصبوح الامل والتفاؤل ، من عاداتها انها تستيقظ وقت الفجر تقرأ القرآن الكريم وتصلي وتدعو الله تعالى في صلواتها ان يحفظ العائلة ويحفظ ابناء الشعب.
البغادة ينادون ام الاب بـ (الجدة) وام الام( بيبي) والبعض من المناطق ينادونها بـ( الحبوبة) .
تبقى هذه المرأة العظيمة المضحية خالدة في ذاكرة العائلة مهما طال الزمن انها صورة جميلة من ماضي ايام الخير والبركة يتذكرها الابناء والاحفاد فهي ترعاهم وتعطف عليهم وتحتظنهم وتروي لهم الحكايات الشعبية او الخرافية ايام زمان وخاصة في ليالي الشتاء الطويلة حيث لم توجد انذاك وسائل اللهو فتعتمد العائلة بعد ان تتناول العشاء ان تجلس حول (الجدة) لتروي لهم احدى حكاياتها الشيقة حيث يؤنسون بها فهي سلوتهم، يشعرون وهم جالسون بقربها بالسعادة والفرح، ينصتون اليها وهي تروي لهم الحكاية وبيدها اداة الحياكة وباسلوب فطري رائع تسرد لهم احداث الحكاية المسلية تجعلهم ينشدون اليها واغلب حكاياتها طويلة ومقسمة على فصول لكل ليلة، فصل ينتهي بنهاية مثيرة ومشوقة تجعل سامعيها يتشوقون لمعرفة ما سيحدث فيما بعد ومجمل حكايات جدتنا ترمز دائما الى الصراع المستديم بين الخير والشر والحق والباطل وتنتهي كلها بانتصار الخير والحق على الشر والباطل وتحوي هذه الحكايات ايضا في مضامينها معاني انسانية وقيم اخلاقية بالرغم من ان بعض حكاياتها خرافية لكنها هادفة .
وعن الشخوص الواردة في حكايات جدتنا فهي
الديو : الذي تصفه لنا بانه عفريت له جسم عملاق مغطى بالشعر الكثيف الاسود الطويل وشكله مرعب ومخيف وهو زوج للسعلاة (السعلوة)
السعلاة (السعلوة) امرأة عجوز يغطي جسمها شعر طويل، شكلها يشبه (العنزة)، ثدياها متهدلان تلقيهما على ظهرها من فوق كثفيها وتعيش السعلاة مع زوجها (الديو) واولادها فريج الاكرع وجنجل وجنيجل في ضفاف الانهار اوفي الاماكن المهجورة البعيدة.
الطنطل: مخلوق مؤذي شرير له ساقان طويلان جداً، يتواجد ليلا في ازقة ودرابين المحلات الشعبية الضيقة القديمة، يقوم بحركات غريبة ويصدر اصواتا مرعبة يخيف فيها الناس بالمارة من تلك الازقة الضيقة .
فريج الاكرع : مخلوق خبيث جبان يعيش في الانهار يشبه شكله رجل اصلع له لحية طويلة ، يخرج احياناً الى ضفافا الانهار ليعمل مقالبه المزعجة ، يخيف بها الناس، وعندما يكتشف امره يهرب عائداً الى النهر وفريج الاكرع هو ابن السعلاة.
الحنفيش : وردت كلمة الحنفيش في اللغة العربية بمعنى افعى عظيمة ضخمة الرأس خبيثة جداً، وفي المعتقد الشعبي فان الحنفيش هو زوج السعلاة واخوانه الحنافيش الذين يعيشون في البرية.
توصينا جدتنا الحبوبة بانه عندما نشعر بوجود هذه المخلوقات الشرسة المؤذية والتي تظهر احياناً على اشكال متعددة كالحمار او الذئب علينا ان ندفع شرورها بتلاوة ايات القرآن الكريم او التعوذ بالله من شرورهم بقراءة سورة الناس او ذكر (بسم الله الرحمن الرحيم)
وهناك مخلوقات مسالمة غير شريرة وردت في حكايات جدتنا مثل ديك العرش والهدهد وطير السعد والحمامة البيضاء، هذه المخلوقات تبعث وتأتي بالاخبار السارة والسعيدة. ختاماً نقول تحية اكبار واجلال لجدتنا العراقية الاولى التي زرعت في نفوس ابنائها واحفادها بذور الفضيلة والقيم النبيلة والاخلاق الحميدة فانجبت اجيالا صالحة وواعية يدعون لها بالرحمة والمغفرة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لك عزيزتي على الموضوع الرائع و الذكرى الجميلة لجدواتنا

من منا لا يذكر ذلك الوجه الهادئ البشوش الله يرحمهم جميعا